لبنانيه دلوعه نـــائبــة الــمــديـــر
عدد الرسائل : 871 العمر : 39 الدولة : بلدي لبنــــــان إقامتي السعوديه العمل/الترفيه : جامعيه عالمة نفس وكاتبه علم الدولة : تاريخ التسجيل : 25/12/2007
| موضوع: ::: حين تطفــأ اخر الشمـــوع ::: الإثنين ديسمبر 31, 2007 4:19 pm | |
| أنا في مزاج جنائزي..
"إقتباس من سعدالله ونّوس، رحمه الله" . . لحظات تختنق بها الأحرف، ويصبح القلم معها عسيرا صعب المراس..
كثيرا ما كتبت الألم حرفا، ولكن؛
لحظات معدودة هي تلك التي يكتبني بها الألم..
ترددت كثيرا قبل أن أمسك قلمي، فقد خيل لي بلحظات بأني فقدت إحدى يداي، التي لم أعد أمتلك
سواهما..
هل هناك ألم أعظم من ذلك الذي يصرخ به فقدنا لجزء منا! . . إلتقيته من أيام قليلة، وقد كان بقمة نشوته وسعادته؛ فقد أوشك نذير الحب أن يشهر قرانه على معشوقته..
قال لي؛
سأطفئ شمعتي التاسعة والعشرين في شهر مايو القادم..
سأحمل ما بداخلي من أحلام، وأقتحم العقد الثالث بعنفوان وأمل..
أريد أن أحتفل؛ لا بل أريد أن أظهر بشكل مغاير هذه المرة؛
بألقي.. بأملي، وبأحلام جيل كامل..
بنــدر؛ هل ستحضر لي الكعكة!
أريدها كبيرة بحجم حلمي، فقد بدأت الأيام تكشف لي عن أسنان الإبتسام أخيرا..
أريدها مختلفة عن أي كعكة أخرى، فلهذي الكعكة وقع خاص لدي..
أريدها منك.. أنت؛ فأنا أثق بذائقتك..
بنـدر؛
لا تنسى الشمعة.. أريدها بلون الزهر مزينة بالنرجس والجوري..
لا.. لا.. لن أحدد؛
أريدها فقط منك أنت..
سأطفئها يابنـدر.. هل ستطفئها معي!
أود أن تشاركني تلك اللحظة، بإبتساماتك.. يتعريضك بي وببعض الأصحاب..
بعينيك ولمعتهما التي تحمل أملا وحزن في نفس الوقت..
أريدك هناك.. أول الحضور.. فأنت صديق عمري،
بل أنت توأم روحي..
أتدري يابنـدر؛
لا أدري لم في هذه اللحظة أود أن أبوح لك بكل شئ، أريد أن أصدقك القول؛
لكم تمنيت أن أكون أنت.. بجرأتك.. بسخطك.. بإنفعالاتك، وسخريتك من الألم..
الآن فقط؛ لا أود أن أكون سواى أنا؛ إبن الثلاثين، وزوج تلك الفاتنة..
أتحبها من أجلي يابنـدر!
أعتقد أنك تفعل، فأنت توأم روحي..
نعم أعرفك جيدا.. أنت تحب كل جميل من أجلي..
سنحتفل يابنــدرأخيرا.. لا أظن بأن الحزن سيعرف طريقا إلى قلبي بعد اليوم، فسأقتحم عقدي الثالث وهي معي..
لم يكن يعلم بأنه سيحمّلني ما تبقّى له من أحزان!
لا أدري لم تركته بذلك اليوم يثرثر طوال الليل وأنا أستمع!
لقد كان يصغي إلي كثيرا عندما أثرثر، فلم أكثر من ثرثرته تلك الليلة!
كل خليّة من خلاياه كانت تصرخ بالفرح عندها.. كان أسعد من عروس ليلة زفافها على فارس حلمها..
سنطفئ الشمعة يا بنــدر.. سويا،
. . . .
. . .
. .
.
لم نعلم عندها بأن الأقدار ستطفئ شمعته هو..
لم نتخيل بأن تخطف منّا الشمعة الأخيرة، فتطفئها بطريقتها.. . . . كان رقم هاتفي هو أخر رقم وجد على شاشة هاتفه الجوال، لذا فقد كنت أول من تلقّى الخبر من المستشفى..
لم أستطع الوصول إلى هناك.. لم تحملني قدماي..
شعرت وكأني كبرت أكثر من عشرين عاما عندها، فتعجز قدماي عن نقلي.. . . لقد وصلت متأخرا؛ فقد ودع الأرض ورحل؛..
قال لي ذلك الطبيب دون إكتراث، وكأنه يغرز مشرطه داخل قلبي..
لقد وصل هنا ميتا.. لقد تمزّقت أحشائه على الرصيف قبل أن ينقل إلى هنا..
لقد وجدنا قلبه ملقا على الرصيف..
ذلك القلب الثائر.. الدافئ.. الملئ بالحب..
ذلك القلب المسافر الذي ملأ الأرض نبضا، إختارت له الأقدار أن ينتهي مهملا على الرصيف..
وددت لو كنت هناك؛
قد تصعقني الصدمة!
ولكن.. كنت سأحتضن قلبه في وداع أخير..
آآآآآآآآآه..
لم يدفعني الطاقم الطبي إلى الخارج، ولم يجلسوني قسرا على مقعد جانبي..
قد حرمت حتى من النظرة الأخيرة إلى وجهه الذي رسمت الدماء صورة أخر رصيف داسه عليه
بحر الغموض,,,وللاحزان بقيــه
__________________ أمثالنا لا يموتون حبًا ,
و لو مرةً , بالغناء الحديث الخفيف
و لا يقفون , وحيدين , فوق الرصيف
لأن القطاراتِ أكثرُ من عددِ المفردات
و في وسعنا دائمًا أن نعيد النظر . م.درويش | |
|